الجمعة، 2 أكتوبر 2009

نظرة إلى الوراء في قصة الراديو



قبل أن يبث لودج موجات رادية إلى مسافة 135 مترا بعشر سنوات تقريبا، أي في عام 1884، لا حظ وليام بريس (William Press ) (رئيس المهندسين في البريد البريطاني) إشارات غريبة في أسلاك التلغراف العليا في لندن، وتتبع هذه الإشارات الغامضة فوجد أن سببها تيارات تسري في بعض الأسلاك الممددة تحت الأرض، كانت أسلاك التلغراف العليا تعلو حوالي 24 مترا عن سطح الأرض التي مددت فيها الأسلاك السفلى، ويعرف مثل هذا التأثير بـ ((التحريض)).


دعنا ندرس هذا التحريض بشكل أدق ، إذا سرى تيار كهربائي في سلك، فستنتشر حول ذلك السلك خطوط القوة المغناطيسية فيما يسمى بـ (( المجال المغناطيسي )) ، إنك لا ترى هذا المجال ، ولكن يمكن أن تستدل على وجوده بأن تقرب من السلك بوصلة مغناطيسية صغيرة، فعندما يفتح التيار أو يغلق تهتز إبرة البوصلة.

وإذا ما وجد سلك آخر ضمن مجال السلك الأول ، عندئذ (( سيحرض )) أو (( يدفع )) في السلك الثاني نفس التيار الساري في السلك الأول.

وقدر وليام بريس أنه إذا استطاعت الأسلاك الممتدة تحت الأرض أن تحرض بالصدفة إشارات في أسلاك التلغراف العليا، فإنه يمكن لإشارات من مجموعة أسلاك مهيأة مسبقا أن تحرض في مجموعة أخرى من الأسلاك تبعد عن الأولى عددا من الكيلومترات، وأمل بهذه الطريقة أن يبث إشارات على مسافة طويلة دون أسلاك واصلة.






إذا ما قطع حقل مغناطيسي لسلك سلكا ثانيا، ففي السلك الثاني سيحرض أي يستحث تيار مشابه لتيار السلك الأول، ولكن ذلك يحدث فقط عندما يكون التيار في السلك الأول ( ومن ثم المجال المغناطيسي حوله) متغيرا، ويمكن إحداث هذا التغيير بوصل التيار ثم قطعه في السلك الأول بواسطة مفتاح كهربائي ، أو بإرسال تيار متناوب فيه، تيار يعلو ويهبط بانتظام مثل الموجات على سطح البركة.




فكرة عامة عن نظام التحريض في بث الرسائل ، يسري في الهوائي (( أ)) تيار يرسل فيه، وكان يؤمل أن يحرض المجال المغناطيسي حول الهوائي (( أ )) إشارات في الهوائي (( ب )) ، ولكن ظهر أن ذلك غير عملي على المسافات البعيدة.




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق