الجمعة، 2 أكتوبر 2009

قبل أن يكتشف الراديو

لقد رغب الناس دوما بإرسال المعلومات عبر المسافات الطويلة، ولتحقيق ذلك صاحوا عبر الوديان واستعملوا إشارات الدخان كما فعل الهنود الحمر ، وأشعلوا النار ليحذروا إنكلترا من الوصول إلى الأسطول الإسباني ( الأرمادا )، واستعملوا الأعلام لتعطي الإشارات، واستخدموا نور الشمس والمرآة في المبرقة الشمسية، واستعملوا أذرعهم ليعطوا إشارات السيمافور، وأمضوا الرسائل بواسطة مصباح مورس، وأرسلوا الأخبار ينقلها رجل عن رجل في سلسلة متصلة، وقرعوا الطبول في الغابات.

وفي بعض الأحيان لم تكن هذه الإشارات ممكنة، وكانت في أحسن الحالات محدودة المدى، ففي يوم غائم لم تكن المبرقة الشمسية ذات جدوى، وبعثرت الرياح أحيانا إشارات الدخان، ولم يكد يسمع صوت الإنسان إلا لمسافات قصيرة، ولم يبلغ السيمافور أو مصباح مورس إلا المدى الذي كان يشاهدان منه، وأما السلسلة المتصلة من الرجال فكثيرا ما كانت تتعثر في المناطق الوعرة ، ثم اخترع الهاتف والتلغراف (المبرقة) ومدت جبال من الأسلاك المعزولة عبر قاع المحيطات لتصل القارات، ولكن هذه لم تكن كافية دوما ، فغالبا ما عطلت الزلازل والأعاصير والحرائق والفيضانات وسائل الاتصال هذه، وقد كانت فوق ذلك كثيرة الكلفة من حيث تركيبها وصيانتها ، وكانت السفن في عرض البحار مقطوعة عن كل الأخبار إلا إذا مرت صدفة بالقرب من سفن أخرى.

ولقد شكل سكان العالم المتكاثرون والتجارة المتزايدة ضغطا أكبر على وسائل الاتصال الموجودة وكان لا بد من القيام بعمل ما لتخفيف هذا الضغط .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق